الكومبس – ستوكهولم: أولت وسائل الإعلام السويدية اهتماما بالندوة التلفزيونية لقادة الأحزاب الذي بثه التلفزيون السويدي على قناته الثانية، ليلة أمس الأحد.

وبغض النظر عن نتائج استطلاع رأي أجراه معهد ديموسكوب والذي أبرز الرئيس الجديد لحزب المحافظين أولف كريسترسون بصفته الأفضل بين المتحاورين، الا أن المتابع لمثل هذه النقاشات لن يحتاج الى الكثير من الجهد ليدرك أن الناخب السويدي هو الفائز الوحيد من تلك النقاشات.

وذكر استطلاع ديموسكوب الذي أجري لصالح صحيفة “إكسبرسن” أن حصول كريسترسون على شعبية أكبر بين الناخبين في نقاش أمس، كان بسبب أنه لم يكن هجومياً بل ملتزماً في النقاش بالقضايا المطروحة.

وبعكس الملل وربما اللاجدوى التي قد تصاحب المرء في مشاهدته للعديد من النقاشات السياسية من هذا النوع، الا أن نقاش قادة الأحزاب السويدية أمر مثير وممتع في الوقت نفسه، ربما لجهة ما يتميزون به من صراحة خالصة وللآراء المباشرة التي يبديها كل بالآخر ولتمكن السياسيين أنفسهم من القضايا التي يتناقشون فيها، والأهم من ذلك خفة الدم التي يظهرونها بين الحين والآخر في تعليقاتهم الساخرة والكوميدية. كل ذلك يجعل مثل هذه النقاشات مادة تلفزيونية شهية يقبل عليها الناخب السويدي بقوة.

الأول بين المتناقشين

وحصل كريسترسون على تصنيف 3.24، مسجلاً بذلك أعلى نسبة بين قادة الأحزاب السويدة في استطلاعات الرأي للأعوام 2015-2017.

وقد تكون أحد الأسباب التي مكنت كريسترسون من الفوز بثقة المشاهدين هو حداثة عهده بصفته رئيساً للحزب، حيث جرى انتخابه قبل أسبوع من الآن خلفاً لآنا شينباري باترا بعد أن أعلنت استقالتها.

يقول المعلق السياسي في الصحيفة كي جي بيرغستروم، بإن كريسترسون التزم بمحاور النقاش المطروحة وهذا أمر مهم بالنسبة لزعيم جديد من أن لا يحيد عن المواضيع المطروحة وبأن يظهر بأنه أفضل من سابقته آنا شينباري باترا.

جيمي أوكسون مرمى لكرات الانتقاد!

وجرى ترتيب الاستوديو وتحديد أماكن وقوف قادة الأحزاب وفقاً لتحالفاتهم وميولهم المستقبلية في التحالف، حيث وضعت أماكن قادة أحزاب الاشتراكي الديمقراطي والبيئة واليسار مجاورة لبعضها البعض، تقابلها أماكن قادة أحزاب التحالف المعارض، المحافظون والوسط والليبراليون والمسيحي الديمقراطي الذي كان على مقربة مصافحة يد من موقع حزب سفاريا ديموكراتنا، ربما للتأكيد على ما كان الديمقراطي المسيحي قد أظهره من ميول للتعاون مع سفاريا ديموكراتنا.

وكالعادة، كان على جيمي أوكسون رئيس حزب سفاريا ديموكراتنا تلقي كرات الانتقاد من بقية قادة الأحزاب السويدية والتي تأتي عاجلة وقاصمة، الا أن الرجل يبدو أنه إعتاد على ذلك، رغم ما يتطلبه الأمر من قوة حقيقية أو معرفة واقعية بحال الحزب والفضائح التي يقوم به أعضاء الحزب والتي تخرج للعلن بين الحين والآخر.

وحاول أوكسون استمالة رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي إيبا بوش ثور الى جانبه في قضية الرعاية الصحية ومد لها يده عارضاً عليها المصافحة للتعاون في هذه القضية، الا أن ثور أحرجته ورفضت مصافحته، قائلة له بإن عليه أولاً أن يصحح من وضعية حزبه وأن يشدد من زمام قبضته عليه.

ولم تتردد رئيسة حزب الوسط آني لوف في الهجوم على أوكسون في محور مناقشة قضايا الجريمة. حيث ذكر جيمي أوكسون بإن الجريمة التي تشهدها السويد مستوردة، بمعنى أدق أن اللاجئين هم من يتسببون بها، وما كان من لوف غير الرد عليه بقوة، قائلة بأن أعداد منتهكي القانون في حزبه ليسوا بالقليلين.

ومن بين المحاورة التي ركز عليها النقاش، كان خدمات الرفاهية الاجتماعية، العمل، البيئة، الرعاية الصحية والأمن.

ستيفان لوفين في المرتبة الرابعة

وحل رئيس الحكومة والاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الرابعة من استطلاع ديموسكوب وحصل على 2.93 بالمائة من أصوات المشاهدين وهي أكبر نسبة يحصل عليها خلال أعوام 2015-2017.

كما حصل رئيسا حزب الليبراليين والوسط، يان بيوركلوند وآني لوف على مراتب متقدمة في الاستطلاع، فيما تذيل رئيسا حزب البيئة والمسيحي الديمقراطي القائمة.

وكانت نتائج الاستطلاع قد بُنيت على أساس مقياس مؤلف من خمس وحدات، يمكن للمرء الاختيار بينها في جوابه على سؤال: من كان الأفضل في النقاش؟

النتائج وفقاً لاستطلاع رأي ديموسكوب والذي شارك فيه 1240 شخصاً:

Ulf Kristersson (M): 3,24

Annie Lööf (C): 3,02

Jan Björklund (L): 2,98

Stefan Löfven (S): 2,93

Jimmie Åkesson (SD): 2,83

Jonas Sjöstedt (V): 2,66

Ebba Busch Thor (KD): 2,53

Gustav Fridolin (MP): 2,21

Källa: Expressen/Demoskop