كيف ستكون ردة فعل بوتين؟.. إجابة 10 أسئلة عن عضوية السويد في الناتو؟

: 4/11/22, 12:41 PM
Updated: 4/11/22, 12:41 PM
Foto: SVENSKA FREDS och UTRIKESPOLITISKA INSTITUTET
Foto: SVENSKA FREDS och UTRIKESPOLITISKA INSTITUTET

الكومبس – ستوكهولم: تزاد النقاشات حدة حول انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو). واليوم أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه يدرس الأمر بعد إلغاء التقييم السابق الذي رفض العضوية في مؤتمر الحزب الماضي.

عضوية الناتو تثير عدداً من التساؤلات بين السويديين مثل: هل سيتعين على السويد إرسال جنود سويديين إلى مناطق الحرب؟. وهل يمكن الوثوق في مساعدة حلف الناتو إذا اندلعت الحرب؟ وكيف سيكون رد الفعل الروسي؟

خبيرتان بآراء متعارضة تجيبان لأفتونبلادت عن عشرة أسئلة حول انضمام السويد للحلف وتداعيات ذلك، هما غونيلا هيرولف، الدكتورة في العلوم السياسية من المعهد السويدي للشؤون الدولية، وهي تؤيد بشدة انضمام السويد للحلف. وأغنيس هيلستروم رئيسة الجمعية السويدية للسلام والتحكيم. وهي تعارض بشدة انضمام السويد.

تقول هيرولف “نريد من حلف شمال الأطلسي أن يدافع عنا، لذلك من غير المعقول ألا ننضم. أعضاء الناتو هم في كثير من الحالات دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وكثير منهم أقرب شركائنا إلينا. في الماضي، ربما كانت هناك أسباب للبقاء بعيداً، لكن الأمر تغير على مدى السنوات العشر الماضية، عندما أصبح من الواضح أن روسيا لم تتحول إلى البلد الديمقراطي الذي كنا نأمل فيه”.

في حين قالت هيلستروم “إن عدم الانحياز العسكري السويدي مهم. لا أؤمن بالردع كوسيلة لبناء الأمن، بل يؤدي بدلاً من ذلك إلى زيادة التوترات والصراع المسلح. نحن ننفق كثير من المال على العسكرة والتسلح، في حين لدينا قضايا أكثر أهمية، مثل تغير المناخ ، يتعين علينا الاستثمار فيها”.

وأضافت “أفهم أن أغلبية تؤيد حلف شمال الأطلسي الآن بعد أن أصبحنا جميعاً خائفين جداً. لكن من المهم ألا ننسى أن العنف والحرب ينتهيان دائماً على طاولة المفاوضات”.

وهذه أجوبة الخبيرتين عن 10 أسئلة تدور في أذهان السويديين حول ما تعنيه عضوية الناتو بالنسبة للسويد:

إذا قررت السويد التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو، كم من الوقت سيستغرق الأمر حتى تصبح عضوة؟

هيرولف: داخل الناتو كمنظمة، سيكون الأمر سريعاً، ولدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن الناتو سيوافق على الطلب السويدي، لكن يجب على كل دولة من دول الحلف أن توافق أيضاً. هناك 30 دولة، لذلك لا يحدث ذلك بين عشية وضحاها. وقد يستغرق الأمر أسابيع قليلة.

هيلستروم: قال ينس ستولتنبيرغ (الأمين العام للحلف) إن العملية يمكن أن تسير بسرعة كبيرة. أعتقد بأنه يقصد أنها ستستغرق أقل من عام. وما يبعث على القلق أن القرارات والتغيرات الرئيسية في السياسة الأمنية يمكن أن تحدث بسرعة في الحالة الحساسة التي نعيشها الآن.

كيف سيكون رد فعل بوتين على الطلب السويدي بالانضمام لحلف شمال الأطلسي؟

هيرولف: أعتقد بأنه سيكون مستاء جداً ويعتبر أن السويد تتخذ خطوة قاسية تجاه روسيا. وكما ذكر القائد الأعلى للقوات المسلحة، يجب أن نكون مستعدين لاستهداف روسي، مثل عمليات تخريب أو غيرها، لكن من شبه المؤكد أن بوتين لن يستخدم وسائل عسكرية ضد السويد، لأنه يعلم أن أي هجوم على السويد سينظر إليه باعتباره خطيراً إلى الحد الذي قد يدفع كثيراً من الدول إلى الرد.

هيلستروم: ربما يكون سلبياً للغاية، وقد أعلن ذلك بالفعل. ومن شأن ذلك أن يزيد من التوترات ويزيد من خطر تصاعد الحرب وانتشارها.

هل سيكون لدى السويد أي ضمانات للحماية أثناء معالجة الطلب من قبل حلف الناتو؟

هيرولف: لا ضمانات رسمية، لكن يمكننا أن نكون متأكدين من أن الناتو سيكون ملتزماً جداً، وعلى الأرجح سيساعدنا إذا لزم الأمر.

هيلستروم: نحن نعمل بالفعل عن كثب مع الحلف. أما الضمانات التي يمكن أن يقدمها الناتو إذا قدمنا طلب العضوية، فالحلف وحده من يستطيع أن يقول ذلك، لكنني أعتقد بأنه من المرجح جداً أن يحمينا الناتو.

ماذا يعني الضمان الدفاعي في الممارسة العملية؟ هل من المضمون أن يساعدنا الناتو إذا تعرضنا للهجوم بعد الانضمام إليه؟

هيرولف: إذا كنا أعضاء وتعرضنا لهجوم عسكري، فستطبق المادة الخامسة من ميثاق الحلف، ويجب أن نحصل على المساعدة.

هيلستروم: إذا تعرضت السويد لهجوم وكنا جزءاً من حلف شمال الأطلسي، فمن المحتمل أن يرسل الناتو قوات إلى السويد للدفاع عنا عسكرياً، لكن لا يزال من المحتمل أن يموت 10 آلاف مدني. الحرب دائماً سيئة وهذا ما نحتاج إلى العمل على تجنبه. نحن نتحدث كثيراً عن كيف ستساعدنا القوات إذا كانت هناك حرب. وبدلاً من ذلك، ينبغي أن تركز السياسة على ما يمكننا القيام به للحد من التوترات وخطر الحرب.

كيف ستكون هذه المساعدة من الحلف؟ هل سيأتي جنود من الولايات المتحدة أم من الدول المجاورة؟

هيرولف: كل هذا يتوقف على الوضع. إذا تعرضت السويد لهجوم عسكري كبير، فمن المرجح أن يأتي جنود أمريكيون وأسلحة أمريكية، وكذلك المساعدة من دول الناتو الأخرى. وحتى الهجوم الصغير من شأنه أن يؤدي إلى قيام عدد من البلدان، ومن بينها جيراننا، بالدفاع عنا. ليس فقط بسبب الضمان الدفاعي، بل لأنهم أيضاً مهددون إذا تعرضنا للهجوم.

هيلستروم: أنا أركز على ضمان عدم نشوب حرب في السويد. ولا أستطيع أن أقول أي القوات ستأتي من أين أو ما هي الأسلحة التي سيتم نشرها.

هل سيضطر جنودنا إلى الحرب من أجل بلدان أخرى؟ وهل يتعلق الأمر بمنطقتنا أم يمكن إرسالهم إلى بلدان بعيدة؟

هيرولف: وفقاً للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، تقرر كل دولة عضو بنفسها كيف وإلى أي مدى تشارك. يعتمد ذلك على كيفية رؤية السويد للصراع. ولكن إذا تخيل المرء أن دولة من دول الحلف في أوروبا تتعرض للهجوم من الخارج، فمن المرجح أن نعتبر أنه من مصلحتنا الخاصة أن نشارك عسكرياً. لا توجد حرب تؤثر على بلد واحد، الحرب في أوروبا تهدد القارة بأسرها.

هيلستروم: هذا ما تدور حوله المادة 5. إذا تعرضت دولة من دول الناتو للهجوم، فمن المتوقع أن تساعد دول الناتو الأخرى. وإذا انضمت السويد إلى الحلف، فإننا نتحالف، على سبيل المثال، مع تركيا وهنغاريا وبولندا، وهي بلدان لديها تطور ديمقراطي مقلق جداً. أحد مخاطر الانضمام إلى حلف الأطلسي هو أنه يتعين علينا بعد ذلك الدفاع عن الأنظمة الاستبدادية في أي حرب تشارك فيها.

هل يجب علينا أن نفعل ما يقوله الناتو إذا أصبحنا أعضاء؟

هيرولف: يضم حلف شمال الأطلسي 30 دولة عضواً ويتخذ قراراته بتوافق الآراء، ما يعني أن كل شخص لديه حق النقض. ولا يمكن إجبار أي بلد على الدخول في أي شيء. وبطبيعة الحال، لا تشعر جميع البلدان بالطريقة نفسها، لكن العديد من البلدان، وخصوصاً بين جيراننا، لديها نفس وجهات نظر السويد.

هيلستروم: إذا انضممنا إلى حلف شمال الأطلسي، فنحن جزء من الناتو. ولدى جميع البلدان إمكانية انتهاج سياسة أمنية مستقلة إلى حد ما، لكن إذا انضممنا إلى الحلف فجب أن نقبل أولئك الذين نتحالف معهم.

تهيمن الولايات المتحدة على حلف شمال الأطلسي، هل تعني العضوية أن رئيس الولايات المتحدة سيكون لديه نفوذ كبير على السويد وجيشنا؟

هيرولف: إنها أسطورة أن الولايات المتحدة تسيطر على كل شيء في حلف شمال الأطلسي. إذا نظرت إلى الحرب في العراق في العام 2003 ، على سبيل المثال، لم يفعل الجميع ما قالته الولايات المتحدة. النرويج قالت لا للمشاركة في العراق، والدنمارك قالت نعم. إنه يدل على أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقرر كل شيء”.

هيلستروم: القائد العسكري التشغيلي لحلف الناتو هو دائما ضابط عسكري أمريكي يخضع في نهاية المطاف لرئيس الولايات المتحدة. للولايات المتحدة تأثير هائل على الحلف. قبل عامين، كان دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. لقد كان استبدادياً للغاية واتخذ قرارات بعيدة جداً من الناحية الأيديولوجية عن القيم التي تقول السويد إنها تريد الدفاع عنها.

ما مدى نجاح الردع؟ هل يخشى بوتين من حلف شمال الأطلسي؟

هيرولف: يعمل الردع بشكل جيد عندما يتعلق الأمر بالهجمات على أراضي الناتو. يعرف بوتين أن دول الناتو معاً لديها دفاع قوي جداً، وخاصة من الولايات المتحدة.

هيلستروم: حقيقة أن بوتين هدد بالأسلحة النووية تظهر أن الردع أداة هشة لتحقيق السلام والأمن. الردع يستند إلى وضع متوتر تستعد فيه جميع الأطراف لترهيب خصمها. إذا انضمت السويد إلى حلف الأطلسي، فإن التوتر وخطر نشوب صراع مسلح سيزدادان.

كيف ستؤثر العضوية على التجنيد؟ هل سيتعين على الشباب الخدمة لفترة أطول أو القيام بأعمال قذرة في دول الناتو الأخرى؟

هيرولف: لا، لكل بلد حقه الخاص في اتخاذ القرار. المملكة المتحدة، مثلاً، ليس لديها تجنيد إجباري. وفيما يتعلق بقاعدة ال 2 بالمئة، اتفق وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي على أن جميع الدول يجب أن تنفق ما لا يقل عن 2 بالمئة من ميزانيتها على الدفاع، لكن 12 دولة فقط تفعل ذلك اليوم.

هيلستروم: يتأثر الشباب بالفعل بالتجنيد الإلزامي، الذي أعيد العمل به في العام 2017، ويتزايد الآن عدد المجندين كل عام. مزيد من الناس يتصلون بنا ويقولون إنه تم استدعاؤهم رغم أنهم لا يريدون التجنيد. يزداد احتمال الاضطرار إلى المشاركة في العمليات العسكرية في الخارج مع عضوية الناتو. كما أن العسكرة وإعادة التسلح التي تجري الآن تزيد أيضاً من خطر اضطرار الأشخاص الذين أدوا الخدمة العسكرية إلى القتال.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.