الكومبس – ستوكهولم: استضافت القناة الرابعة السويدية TV4 صباح أمس الإثنين، المديرة التنفيذية لشبكة الكومبس الإعلامية، يوليا آغا، للحديث حول تداعيات حرق المصحف وتغطية وسائل الإعلام العربية لأزمة حرق المصحف.

وأبدى الإعلام العالمي والسويدي كذلك اهتماماً كبيراً بمعرفة طريقة تغطية القنوات الإعلامية الناطقة باللغة العربية لأحداث حرق المصحف، وردة فعل المشاهد العربي على ما يحصل في السويد، وظهرت الكومبس بعدة فضائيات وقنوات عربية وعالمية، إلى جانب الإعلام السويدي كان أخرها مقابلات مع صحيفة هولندية وأخرى ألمانية وفنلندية. وكان اهتمام أغلب هذه الصحف هو الحديث عن زاوية أخرى من زوايا التناول الإعلامي والنقاشات وردود الفعل على حرق نسخ من المصحف، من قبل أشخاص يدعون ممارستهم الحق في حرية التعبير.

وفيما يتعلق بمقابلة قناة TV4 السويدية، وصفت يوليا آغا تغطية الكومبس للفترة التي تكثفت فيها تجمعات حرق المصحف، بـ”الصيف الحافل بالأحداث”. ومع ذلك نوهت بأهمية تغطية هذه الأحداث، من قبل منصة سويدية ناطقة بالعربية، لأن متحدثي اللغة العربية في السويد، بغض النظر عن مدى معرفتهم باللغة السويدية، يجب أن يكونوا قادرين على المشاركة في النقاش الجاري.

وكانت الكومبس غطّت بشكل مباشر التجمعات، لكنها غطّت أيضاً التداعيات والنقاش الذي تلا الأحداث وردود فعل العالم الخارجي.

وأجرت المؤسسة الناطقة بالعربية عدداً من المقابلات مع وسائل إعلام دولية، لشرح ما يحدث، وتوضيح كيفية سير الأمور في السويد، عندما يتقدم شخص ما بطلب للحصول على تصريح تجمع، كتلك التي تم فيها حرق المصحف.

“الإعلام السويدي الناطق بالعربية مهدد” هكذا كان عنوان القناة الرابعة عندما استظاف الكومبس

اضافت آغا أن دور الكومبس الإعلامي يتمثل في شرح ما يحدث وتقديم الحقائق. كما أشارت إلى أهمية حرية التعبير: “لقد كان جوهر تغطيتنا للأحداث هو التأكيد على أهمية حرية التعبير وأنها في الأساس شيء إيجابي، ولكنها تأتي مع التزام بتفهم آراء الآخرين. وإذا كان المشاهد، وبعد حصوله على هذه المعلومات، لا يزال يعتقد أن حرق المصحف هو فعل خاطئ أو أنه يجب أن يكون هناك بعض التغيير في القوانين أو أي كان، فيمكن لكل من يريد حينئذٍ كتابة مقالات مناظرة على منصة الكومبس أو المشاركة في حلقات النقاش الخاصة بنا واستخدام حرية التعبير هذه.”

وفيما يتعلق بالاختلاف بين تغطية الكومبس لتداعيات حرق المصحف وبين تغطية الإعلام السويدي لنفس الأحداث كان رد الكومبس كالتالي:

“نحن ببساطة نفسر أكثر ونتعمق في الشرح حول المجتمع السويدي وتوضيح استقلالية مؤسسات الدولة. السويد دولة تحكمها سيادة القانون. ليست الدولة أو الحكومة أو رئيس الوزراء هو الذي يخبر الشرطة بأنه ينبغي الموافقة على ذلك أم لا. قد يكون من الصعب على الأشخاص الذين يأتون من بلدان استبدادية فهم الاختلاف.”

كيف هي ردود الفعل بين أولئك الذين يستهلكون موادكم الإعلامية؟

تعتمد درجة رد الفعل العاطفي كثيرًا على مدى تدين الشخص. إذا كان الشخص مسلما مؤمنا ومتديناً، فإن القرآن بالنسبة لهذا الشخص هو أقدس شيء على الإطلاق. ولذلك نرى أن الكثيرين قد استاءوا وأصابوا بالأذى والحزن. والبعض الآخر أيضا لا يتفهم الأمر ولا يرى الأمر كنقد للدين، بل يراه على أنه تحريض على جماعة عرقية. ولكن هناك أيضاً العديد من الأشخاص الذين يحاولون تهدئة الوضع.

من مقابلة مديرة الكومبس يوليا آغا مع الإعلام السويدي: “”لقد كان جوهر تغطيتنا للأحداث هو التأكيد على أهمية حرية التعبير وأنها في الأساس شيء إيجابي، ولكنها تأتي مع التزام بتفهم آراء الآخرين”.

واوضحت آغا أنها تتفهم وجهات النظر التي تدعوا إلى تجاهل مسبب هذا الحدث وتداعياته واولئك الذين يعتقدون أنه لا ينبغي على الكومبس كمنصة إعلامية إعطاء أهمية واهتمام “لمثل هؤلاء الأشخاص”، لكن المشكلة هنا، حسب آغا تكمن في أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة، والمتعلقة بحرق المصحف والتي إذا لم تتناولها وسائل إعلام موثوقة فسيتم ملء الفراغ بطرق أخرى قد تكون غير دقيقة.

وعن نوعية المعلومات الخاطئة التي يمكن نشرها ذكرت المديرة التنفيذية لمؤسسة الكومبس كيف أن وسائل إعلام أجنبية تتداول أن السويد هي التي تقف وراء حرق المصحف، دون أن تفرق بين الشرطة كسلطة مستقلة وبين الدولة، ولا تشير إلى أن الشرطة توافق على تجمّع وليس على حرق المصحف، “هذه تعتبر معلومات مضللة.”

وتطرقت آغا إلى التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الكومبس والتي بدأت مع حملة التضليل ضد الخدمات الاجتماعية خلال العام الماضي.

“هذا مبني للأسف على حقيقة أن الكثيرين من قرائنا وكذلك من دول أخرى، لا يفهمون الدور المستقل للإعلام الحر. يتوقعون منا أن نتصرف مثل وسائل الإعلام التي يسيطر عليها النظام، أي أن نكون أكثر عاطفية أو انحيازاً. على سبيل المثال يتوقعون أن ندين حرق المصحف. نحن بصفتنا الكومبس بالطبع يمكن ان يكون لدينا شعور ما تجاه الأمر، ولكن في تقاريرنا الإخبارية يجب أن نكون واقعيين، ونقدم الحقيقة مهما كانت صعبة، وهو أن هذا قانوني في السويد. ومن ثم يتم تفسير الأمر بأننا لا نقف مع المسلمين أو مع الناس، بل نحمي الشرطة أو الذراع الممتدة للدولة. وقد خلق هذا الكثير من الكراهية وهذه الصورة بالذات هي خاطئة وخطيرة.”

قالت يوليا آغا: “هناك من يعتقدون أننا كإعلام لا ينبغي أن نعطي اهتماما لحارقي المصحف. أنا أفهم هذا الأمر، لكن المشكلة أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة المتعلقة بحرق المصحف يمكن أن تنشر إذا لم يتم تغطية الأحداث.”

وفي نهاية المقابلة قالت آغا إن الكومبس ستستمر في تغطية تداعيات حرق المصحف على السويد، والمواصلة في محاولة إطلاع القراء وكل من يشاهد ما يحدث في السويد، على كيفية سير الأمور في المجتمع السويدي.

“حرية التعبير، كما ذكرت، هي في الأساس شيء إيجابي، ولكن علينا أيضاً الاستمرار في إظهار وجهات نظر الجمهور وقلقهم، إنها تغطية ذات اتجاهين إذا جاز التعبير”.

المصدر: www.tv4play.se