هكذا يعاقب القانون السويدي على ختان الإناث

: 2/6/23, 10:52 AM
Updated: 2/6/23, 10:53 AM
هكذا يعاقب القانون السويدي على ختان الإناث

الكومبس – ستوكهولم: أظهرت إحصاءات اليونيسيف أن 3,9 مليون فتاة تتعرض لعمليات ختان وتشويه الأعضاء التناسلية سنوياً حول العالم، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم ليصبح 4,6 مليون بحلول عام 2030. فما هو تشويه العضو التناسلي بالضبط؟ كيف ولماذا يحدث؟ وكيف يعاقب عليه القانون السويدي؟

في اليوم العالمي للتوعية بمخاطر تشويه العضو التناسلي، قررنا أن نشارككم معلومات حول هذه الجريمة. تتخذ هذه العمليات عدة أشكال، من بينها قطع جزء من “الشفرين” أو “البظر” أو إزالة البظر والشفرين الداخليين والخارجيين تماما، ثم خياطة الجلد معا ليتبقى فتحة بحجم ملليمتر يمكن من خلالها تمرير البول ودم الحيض، وهو ما يعرف ب “الختان” وهذا يعتبر أشد درجات تشويه العضو التناسلي للإناث.

تجرى هذه العمليات غالبًا من قبل قابلات غير متعلمات أو حلاقين، وتُستخدم أدوات غير معقمة مثل سكين أو شفرة حلاقة. وتجرى هذه العملية عادة بدون أي تخدير وتتسبب في مضاعفات جسدية ونفسية طويلة المدى، مثل الالتهابات والنزيف الشديد وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الوفاة. وفي كثير من الأحيان تصبح الحياة الجنسية للمرأة صعبة ومؤلمة للغاية.

يسبب الختان أخطار عديدة لأنه يترك فتحة صغيرة لا تسمح لتصريف البول ودم الحيض بشكل صحيح مما قد يسبب التهابات في المهبل كما أنه يؤدي إلى ولادة صعبة مع أخطار قاتلة لكل من الأم والطفل. فالجرح يُفتح ثم يُخيط مرة أخرى بعد الولادة مما يزيد فرصة حدوث أخطار عديدة.

غالبًا ما تجرى عمليات تشويه العضو التناسلي للفتيات بين سن الرابعة والرابعة عشرة، ولكن الأطفال الرضع أيضا عرضة لهذه العمليات.

تشير الأبحاث أن هذه العادة تواجدت منذ 2000 عام، وهناك العديد من النظريات حول أسباب ظهورها واستمرارها. فالبعض يقوم بها بدافع الدين رغم عدم وجود أي نص ديني يحث على ختان الإناث. والبعض يرى أنها ضرورية للنساء غير المتزوجات بداعي “الحفاظ على عذريتهن” وكذلك ضمان ولائهن إلى أزواجهن فيما بعد حيث إن المتعة الجنسية تقل.

طبقا لإحصاءات اليونيسيف، فالبلدان صاحبة أعلى نسب عمليات تشويه العضو التناسلي هي الصومال (97٪) وغينيا (92٪) وجيبوتي (88٪) ومالي (86٪). تقدر اليونيسف أن أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم قد تعرضن لشكل من أشكال تشويه العضو التناسلي في 30 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط حيث تعتبر هذه العمليات شائعة. ومن بين هذا العدد، هناك 44 مليون فتاة دون سن الخامسة عشر.

في الوقت نفسه، تزايدت أعداد ضحايا هذه العمليات في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

ورغم أن تشويه العضو التناسلي هو أمر محظور بموجب القانون السويدي منذ عام 1982، إلا أنه مع زيادة الهجرة، تزايد عدد ضحايا هذه الجريمة في السويد. قدرت هيئة الخدمات الاجتماعية أن ما يقرب من 38 ألف فتاة وامرأة في السويد، تعرضن لتشويه العضو التناسلي ومن بينهن ما يقرب من 7000 فتاة تقل أعمارهن عن 18 عاماً.

نتيجة لذلك، فمنذ عام 2017 طبقت تشريعات أكثر صرامة ضد تشويه العضو التناسلي في السويد، فمن يقوم بهذه العمليات معرض الآن للسجن لمدة تتراوح بين عامين وست أعوام. وفي حال صنفت الجريمة على أنها جسيمة، يتعرض الجاني للسجن لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات. والجدير بالذكر أن التحضير لمثل هذه العمليات والتستر عليها يعتبر جرماً حسب القانون السويدي. كما أن القيام بهذه العمليات خارج السويد أيضاً جريمة يعاقب عليها القانون السويدي، وذلك حرصاً على عدم تعريض الفتيات إلى مثل هذه العمليات في رحلات قصيرة خارج السويد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.