والدة الضحية عذراء: أريد فقط أن أشم رائحة أحفادي

: 6/29/21, 2:33 PM
Updated: 6/29/21, 2:33 PM
Foto: Polisen
Foto: Polisen

الأطفال تحت رعاية “السوسيال” لعدم وجود أسرة لهم في السويد

الكومبس – ستوكهولم: كانت حياة عذراء حسن رشيد في السويد قصيرة ومعزولة. أنهى زوجها حياتها بـ41 طعنة أمام أطفالها الأربعة بعد أن طلبت منه الطلاق.

ويعيش الأطفال الأربعة الآن تحت رعاية الخدمات الاجتماعية (السوسيال)، فيما تأمل جدتهم، والدة عذراء، التي تعيش في العراق رؤيتهم وقالت لصحيفة أفتونبلادت “أريد أن أشم رائحتهم لأشم رائحة ابنتي”.

في الأسبوع الماضي، كانت عذراء ستبلغ 33 عاماً. وبدلاً من الاحتفال بعيد ميلادها، بدأت محاكمة زوجها البالغ من العمر 46 عاماً، الذي اعترف بطعنها حتى الموت صباح يوم 3 نيسان/أبريل الماضي، في شقتهما في هودينغه جنوب ستوكهولم.

وتحدثت والدة عذراء، بمساعدة المحامي مجيد الناشي، لأفتونبلادت عن صدمتها حين علمت بمقتل ابنتها. وقالت “شيء فظيع أن يشهد الأطفال ذلك. أمنيتي الوحيدة هي أن أراهم في أي مكان. أريد أن أشم رائحتهم لأشم رائحة ابنتي”.

وكانت الجدة قالت لـ”الكومبس” في تسجيل صوتي إن ابنتها معلمة لغة إنجليزية طموحة. وكانت محبوبة جداً ولطيفة مع الجميع، أحبها كل من عرفها. وأضافت “الآن فقدت كل الحنان بوفاتها”.

تعرفت عذراء خلال دراستها في بلدها العراق على شقيقة زوجها المستقبلي، فتقدم الأخير لخطبتها قبل أن يعرفا بعضهما. ولم تعرف العائلة أنه تزوج مرتين من قبل.

ولد الطفل الأول للضحية في العراق، وهو الآن يبلغ من العمر 7 سنوات. ووفقاً للجدة، بدأ زوجها في إساءة معاملتها في وقت مبكر بعد الزواج، حتى عندما كانت حاملاً بطفليها التوأمين اللذين يبلغان من العمر الآن 4 سنوات.

بمجرد انتقالها مع زوجها إلى السويد في 2016، أصبحت حياتها معزولة للغاية، كما ظهر في تحقيق الشرطة.

قالت عذراء لوالدتها إن عنف الزوج استمر في السويد ولم يسمح لها بمقابلة قريبها الوحيد في السويد. كما لم يسمح لها بتكوين صداقات مع الجيران.

وقالت الجدة “عاملها بشكل سيئ جداً. وكانت تقول لي إنه كان شخصاً بخيلاً يجلب لها أشياء من القمامة حين تطلب شيئاً للمنزل”.

وذكرت الجدة أن “العائلة طلبت مراراً من الزوج تطليق عذراء لكنه في كل مرة كان يعتذر ويقول إنه تغير. كما استغل حقيقة أنه من الطلاق يعتبر عيباً في العراق”.

وكانت الجريمة هزت الرأي العام في السويد، خصوصاً أنها تزامنت مع مقتل عدد من النساء الأخريات على يد شركائهن خلال مدة زمنية قصيرة.

في صباح يوم 3 أبريل/نيسان، سمع الجيران في Flemingsberg في هودينغه صرخات الأطفال المفجعة، فيما كانت أمهم البالغة من العمر 32 عاماً تغرق في بركة من الدماء.

وشهد الأبناء الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات، مقتل الأم. وقال أحدهم “أخذ أبي السكين وطعن أمي وانتشر الدم في أرجاء المنزل”.

أبلغ الزوج، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 46 عاماً، الشرطة وسلم نفسه. ويواجه الآن تهمة القتل.

ويرى الادعاء العام أن الدافع للجريمة كان طلب المرأة الطلاق، حيث أرسلت في اليوم السابق، رسالة نصية إلى زوجها تقول فيها إنها لم تعد تريد الاستمرار بالعيش معه وأنها علمت أن هناك حقوقاً للمرأة في السويد.

وفي الصباح، نشبت مشادة كلامية بين الزوجين، وفق ما قال المتهم.

وقالت المدعية العامة سارة سوندستروم إن “المتهم اعترف بارتكابه الجريمة بعد مشادة كلامية مع المرأة”.

لم تجرؤ على الإبلاغ

ورغم أن الخدمات الاجتماعية (السوسيال) أو الشرطة لم تكن على علم بوجود عنف منزلي، فقد أظهر التحقيق أن المرأة أخبرت أقاربها أنها تتعرض للعنف والاعتداء بشكل شبه يومي.

وسبق للجيران أن وصفوا كيف أن الضحية نادراً ما شوهدت في المنطقة، حيث كانت ستائر الشقة مغلقة في معظم من الأحيان.

وتبين في التحقيق أن زوجها لم يكن يسمح لها بمغادرة الشقة أو التحدث مع الآخرين، فعاشت حياة معزولة مع أطفالها الذين كانوا كل شيء في حياتها.

وقالت إحدى الجارات “كان الأطفال دائماً مرتبين ويرتدون ملابس جيدة. وكانت المرأة هادئة وصامتة ولطيفة”.

وذكرت أفتونبلادت أنها حصلت على معلومات تقول إن الزوج كان عنيفاً عادة مع زوجته وأن بعض الأشخاص نصحوا المرأة بالإبلاغ عن عنفه لكنها لم تجرؤ، لأنه أخبرها بأن الخدمات الاجتماعية (السوسيال) سيأخذون الأطفال منها إن فعلت ذلك.

ومع ذلك، وثقت بإحدى الجارات. وحاولت الجارة تشجيع المرأة على الإبلاغ عن الرجل بتهمة الاعتداء، لكنها لم تقدم أي شكوى من هذا القبيل. وعندما علم الزوج بتوطد العلاقة بين زوجته وجارتها، هدد الجارة وطلب منها أن تترك الزوجة وشأنها.

وليس للأطفال أسرة في السويد، وهم الآن تحت رعاية “السوسيال”. وقال أحد الأطفال للشرطة إنه استغرق وقتاً ليدرك أن أمه توفيت. وأضاف “أعتقد بأن أمي في الجنة تنظر إلينا”.

فيما قال الزوج في التحقيق إن زوجته كانت أجمل شيء في حياته، وأنه لا يصدق أنه فعل ذلك.

وأضاف “لست أنا من قتلها. هناك شخص جلس في عقلي وقال لي أن أقتلها”.

وبين الفحص النفسي الجنائي الذي أجري للرجل أنه لم يكن يعاني من اضطراب نفسي خطير عندما قتل زوجته، وبالتالي لا يوجد أي عائق يحول دون الحكم عليه بالسجن.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.