طفلة بوتشيركا التي اغتالتها رصاصات أخطأت هدفها

: 4/27/23, 2:16 PM
Updated: 4/27/23, 2:17 PM

هنا كانت الطفلة أدريانا تتمشى مع كلبها ولم تكن تدري أن هذا آخر عهدها بالحياة. رصاصتان أخطأتا هدفهما ووضعتا حداً لحياة الطفلة البالغة اثني عشر ربيعاً. صدمت جريمة بوتشيركا السويد، وتداعى السياسيون للإدانة بها وتوعّد فاعليها. لم تكن جرائم إطلاق النار جديدة على البلاد، بل أصبحت خبراً يومياً في أحيان كثيرة، غير أن المجتمع السويدي الذي اعتاد، وربما تصالح، مع أنباء ضحايا الجرائم من أفراد العصابات أنفسهم، فوجئ بأن الرصاص قد يخطئ هدفه ويصيب الأبرياء.

مجهولون أطلقوا الرصاص من سيارة باستخدام أسلحة رشاشة وبشكل عشوائي بوجود عدد من الأشخاص في المكان. الهدف كان قتل شخص من عصابة أخرى، غير أنه لم يمت سوى الطفلة ونجا الآخرون. لا استهتار بأرواح الناس أكثر مما فعله الجناة. الرغبة في الانتقام دفعتهم لإطلاق النار بغض النظر عن العواقب. بل إن الاستهتار بالسلطات السويدية بلغ مداه حين ظهر شباب وهم يحملون سلاح الجريمة في أغنية راب.

لا دافع معروفاً للجريمة سوى الثأر ضمن حرب لا تعرف نهاية بين العصابات. زعيم عصابة تعرض في وقت سابق لإطلاق نار خسر فيه زوجته. أراد الانتقام فقتل طفلة بريئة صادف وجودها في المكان.

أم الطفلة جابت السويد مذكرة بابنتها، وما تخلفه جرائم العصابات من مآس. شاركت في المظاهرات، وقاطعت المناظرات الانتخابية بسؤال عما تنوي الأحزاب فعله لوقف العصابات. كان حضورها مؤثراً وهي تضع المرشحين الأبرز لرئاسة الوزراء أمام لحظة الحقيقة.

تحولت أدريانا إلى رمز لضحايا العصابات في السويد. سقط قبلها وبعدها كثيرون، وظلت قضيتها جرحاً نازفاً في وجه العدالة السويدية.

تحقيق معقد ومتشابك قاد الشرطة إلى المتهمين بالجريمة. مقاطع فيديو الراب وتتبع الأسلحة وفك تشفير المحادثات، كلها قادت إلى ثلاثة جناة بينهم زعيم العصابة. واليوم أصدرت المحكمة قرارها: السجن المؤبد للقتلة.

حقق الحكم اليوم بعض العدالة لعائلة أدريانا ربما، غير أن الجروح التي تخلفها جرائم العصابات ما زالت تنزف دماً. سكان ضواح يدفعون ثمناً غالياً، مرة بالرعب الذي يعيشونه، وأخرى بخسارة أبناء، وثالثة بوصمة تحملهم مسؤولية المشكلة الأكبر التي تُعجز السويد، كل السويد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.