الكومبس- خاص: يوسف محمد (33 عاماً) شاب فلسطيني الأصل وصل إلى السويد قبل تسع سنوات حاملاً شهادة في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق مع تخصص في الإنتاج الحيواني. فور وصوله، سعى يوسف إلى معادلة شهادته في السويد، مما أهّله لدخول سوق العمل بشكل مباشر، غير أن لم يتمكن ذلك واضطر في النهاية غلى العمل في مجال الرعاية الصحية.
واجه يوسف تحديات كبيرة في سوق العمل السويدي. من أبرزها، كما يقول، الاعتماد الكبير على التكنولوجيا الحديثة في المزارع الخاصة حيث تم استبدال اليد العاملة البشرية بآلات متطورة، إلى جانب ارتفاع أجور العمال. ما دفع المزارعين إلى تقليل التوظيف والاعتماد أكثر على التكنولوجيا.
للتغلب على هذه العقبات، قرر يوسف التفكير في إنشاء مشروعه الخاص في مجال الإنتاج الحيواني أو النباتي. فتوجه إلى مكتب العمل للحصول على دراسة جدوى اقتصادية لكن التكاليف الباهظة التي قُدرت بحوالي 5 ملايين كرون صدمته، ما اضطره إلى تغيير مساره المهني بالكامل، متجاهلاً سنوات دراسته في الهندسة الزراعية، لينتقل للعمل في مجال الرعاية الصحية ليحصل على دخله يغنيه عن اللجوء للمساعدات.
السويد لا تستفيد من مؤهلات المهاجرين
وكان تقرير صادر عن مؤسسة Lighthouse Reports اظهر أن السويد تأتي في المرتبة الثانية كأسوأ دولة في أوروبا، بعد اليونان من حيث الاستفادة من مؤهلات المهاجرين الحاصلين على شهادات جامعية. ويُكلف هذا الإهمال البلاد ملايين الكرونات سنوياً. وذكر التقرير أن المهاجرين الحاصلين على تعليم جامعي هم أكثر عرضة للبطالة بأربعة أضعاف مقارنة بنظرائهم المولودين داخل السويد حيث تصل نسبة العاطلين عن العمل من المهاجرين إلى 8.14 يالمئة مقارنة بـ 2.08 بالمئة للمولودين في السويد، بفارق يتجاوز 6 نقاط مئوية.
واعتبر وزير العمل والاندماج السويدي، ماتس بيرشون، في وقت سابق أن تحسين المهارات اللغوية يمكن أن يقلل الفارق، مشدداً على أهمية رفع التوقعات من الوافدين الجدد وضمان حصولهم على فرص تعلم كافية. وأكد أن السويد في السنوات الأخيرة كانت تتبنى وجهة نظر سلبية تجاه الاستفادة من مهارات المهاجرين، لكن الحكومة تعمل على تغيير ذلك.
في ختام تجربت، دعا يوسف الجهات المختصة في السويد إلى ضرورة تطوير برامج بالتعاون مع مكتب العمل أو الشركات الخاصة بهدف الاستفادة من الكفاءات وأصحاب الشهادات العلمية في بناء المجتمع السويدي. وأعرب عن أسفه تجاه تجاهل الحكومة لهذه الطاقات معتبراً أن هذا الإهمال يشكل خسارة كبيرة للسويد قبل أن يكون خسارة للأفراد أنفسهم.
شادي فرح
مالمو