الكومبس – صحافة: تناول التلفزيون السويدي في تحقيق صحفي، حملة التضليل التي تستهدف الخدمات الاجتماعية السويدية “السوسيال” منذ الشتاء الماضي، فيما يتعلق بسحب أطفال بعض العائلات، كما أجرى لهذا الخصوص، لقاءاً مع المديرة التنفيذية لمؤسسة الكومبس الإعلامية، يوليا آغا، التي اعتبرت أن مواجهة هذه الحملة، تتطلب أولاً، تقوية العلاقة بين الخدمات الاجتماعية والعائلات.

وكان أشار التلفزيون السويدي في تحقيقه الصحفي إلى أن الحملة تنشر الأكاذيب وتدعي أن السوسيال تختطف الأطفال، خاصة المسلمين منهم، وتضعهم عند عائلات تقوم بتربيهم بطريقة لا تتوافق مع تعاليم دينهم.

ولم تغب الحملة، التي مضى على بدايتها قرابة العام، عن عناوين الأخبار كثيرا، ولكن مؤخراََ أصبحت حديث الساعة ذلك أن العديد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، الذين لديهم آلاف المتابعين، قاموا بنشر مقاطع على صفحاتهم يهاجمون فيها الخدمات الاجتماعية بحدّة ويحرضون عليها.

وأجرى التلفزيون السويدي في تحقيقه الصحفي، لقاءات مع العديد من هؤلاء المؤثرين النشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. وظهر أغلب الذين تم عرض آرائهم بهويات مجهولة، حيت أخفى التلفزيون، صورهم وغيّر أصواتهم.

أمّا البعض الآخر فظهر بصوته وصورته كـ”أبو أنور”، الذي اعتبر أن الخدمات الاجتماعية تختطف الأطفال “مئة بالمئة” وقال في التحقيق، “يجب ألاّ تغادر السويد حتى تسترجع طفلك! إذا مت هنا، فأنت “شهيد”. بينما قال آخرون إنّه حتى آخر قطرة من أنفاسهم ومن دمائهم سيقاتلون لاستعادة الأطفال.

فيما وصفت، ما يبدو أنها امرأة، الخدمات الاجتماعية بأنها حزمة كاملة من الممارسات القانونية السيئة ولا تقوم بمهمتها وأنها تمارس العنف خاصة ضد الأطفال.

وللتعمق أكثر في الأمر ولفهم دور ووجهة نظر الإعلام الناطق باللغة العربية في السويد، استضاف البرنامج الصباحي على القناة الأولى في التلفزيون السويدي، المديرة التنفيذية لمؤسسة الكومبس الإعلامية، يوليا آغا.

وتقول آغا في وصفها لتلك الحملة، “إنها جزء من حملة عالمية ضد السويد والمجتمع السويدي. ولكن منذ البداية كانت هذه الحملة قائمة على الخوف وعدم الثقة بالخدمات الاجتماعية، وكذلك انتقاد معين لتشريع قانون حماية الأطفال . لكن في الشتاء الماضي، عندما انتشرت هذه القضية عالميًا، أصبحت أكثر تركيزًا على الدين. فسابقاً لم يكن الأمر يتعلق بالمسلمين ولكن الآن تحول التركيز وأصبح أكثر منصباً على الدين بدلاً من مجرد نقد الخدمات الاجتماعية وتشريع قانون حماية الأطفال الـ LVU.

واعتبرت آغا أن هذه الحملة هي تهديد كبير، ليس فقط ضد الخدمات الاجتماعية وموظفيها، بل أيضًا ضد السياسيين والإعلام.

وتابعت، “يجب أن نتذكر أن التهديدات التي يتعرض لها السياسيون ووسائل الإعلام تشكل تهديدًا على الديمقراطية وأيضًا لموظفي الحكومة بطبيعة الأمر. لكن الأشخاص الأكثر تضرراً منها، هم الأشخاص الضعفاء الذين يتم استغلالهم في هذا الأمر. أولئك الذين يحتاجون إلى مساعدة من المجتمع لكنهم لا يجرؤون طلبها لأنهم يصدقون ما تنشره هذه الحملة، لذا فهم يعزلون أنفسهم أكثر عن المجتمع.

ولكن ما هو الغرض من هذه الحملة وما الذي يريدونه أصحابها؟

تقول آغا في ردها، “هناك عدة نظريات مختلفة. إما أنهم يتبعون أجندة معادية للديمقراطية ويريدون تقسيم المجتمع، أو يمكن أن يكون لديهم دوافع دينية، ولكن قد يرغب البعض في زيادة شعبيتهم على قنوات التواصل الاجتماعي. هناك أفراد معينون أصبحوا أسماء كبيرة جدا. كلما كان زاد طرحهم لمواضيع كثيرة وأكثر إثارة للجدل كلما زاد عدد مشاهداتهم، وكذلك الأمر عندما يستخدمون لغة حادة، إذا جاز التعبير . كما أن هناك جانب مادي مهم لهم، فكلما زادت المشاهدات كلما زادت الأموال التي يمكن أن يجنوها وذلك من خلال نشر المعلومات المضللة.

أنتم في الكومبس تقومون بطرح هذه القضية منذ الشتاء الماضي. كيف استقبلها متابعوكم؟

دور الكومبس كوسيلة إعلامية هو عكس العالم من حولنا بشكل نقدي وموضوعي. عندما نرى معلومات خاطئة، نراجعها ونحاول إظهار الصورة الصحيحة، ويمكننا فعل ذلك من خلال النظر في الإحصاءات والبيانات التي يمكن تأكيدها أو مقابلة الخبراء أو مصادر أخرى موثوقة. لكن من يشنون هذه الحملة لا يحبون هذا، لأنهم يريدون وبشكل فعال نشر معلومات كاذبة للتضليل. وبالنسبة لنا الموضوع ذو طبقتين، على عكس وسائل الإعلام السويدية الأخرى، نحن باللغة العربية، لذلك نصل إلى هذا الجمهور الذي يحاولون هم الوصول إليه.

هل تصل رسالتكم ؟

نحن نصل إلى غالبية متابعينا بكل تأكيد، وهم ممتنون جدًا لأننا وفرنا الصورة بشكل دقيق. لكن في الوقت نفسه، توجد مجموعة صغيرة، وعلى الرغم من أنها ليست كثيرة العدد، إلا أنها ذات صوت عالٍ جدًا. في الحقيقة نحن نتلقى الآن تهديدات منهم وهم يحاولون تشويه سمعة الكومبس من خلال نشر الأكاذيب عنا والدعوة إلى المقاطعة وما إلى ذلك.

وفي نهاية الحوار قدمت المديرة التنفيذية لمؤسسة الكومبس الإعلامية يوليا آغا اقتراحا حول ما يتطلبه الأمر لكي تنتهي هذه الحملة.

أعتقد أننا بحاجة إلى العمل من جانبين، أولاََ، تقوية العلاقة بين الخدمات الاجتماعية والعائلات عن طريق زيادة التواصل بين الجانبين. وأيضًا العمل على تعزيز الاندماج لدى الوافدين الجدد وتثقيفهم حول ما يعنيه العيش في نظام ديمقراطي وما تعنيه الأبوة والأمومة الجيدة في السويد وما هي القيم التي تستند إليها ديمقراطيتنا. ولكن في الوقت نفسه نحتاج إلى العمل جانب آخر أيضًا من خلال محاولة إغلاق هذه المصادر المدمرة التي تنشر معلومات مضللة، وهنا أتمنى أن أرى تعاونًا أفضل بين قنوات التواصل الاجتماعي والسلطات، ربما للتحقيق فيما إذا كانت الحسابات الفردية قد عبرت خط ما يمكن اعتباره حرية التعبير وما يمكن اعتباره ضارًا بالمجتمع وربما غير قانوني.

المصدر: www.svtplay.se