بعد التشدد التركي.. هل يمكن أن تنضم فنلندا إلى الناتو وحدها؟

: 6/2/22, 6:34 PM
Updated: 6/2/22, 6:34 PM
(Johanna Geron/Pool via AP)  TT
(Johanna Geron/Pool via AP) TT

الكومبس – تقارير: تفرض تركيا مطالب صارمة على فنلندا والسويد للسماح لهما بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وبدا واضحاً أن مشكلة تركيا الأكبر هي مع السويد. فهل يمكن أن تنضم فنلندا إلى الناتو وحدها؟

خبير السياسة الأمنية الفنلندي تشارلي باسترناك قال لداغينز نيهيتر “يمكن لفنلندا إذا انضمت للحلف أن تكافح بشكل أفضل من أجل عضوية السويد في الناتو”.

وكانت السويد وفنلندا قدمتا طلباتهما بشكل مشترك إلى الناتو. واتفقت رئيسة الوزراء مجدلينا أندرشون والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو حينها على ضرورة السير بخطوات واحدة. وقالت أندرشون في مؤتمر صحفي “إنها إشارة قوية وواضحة على أننا متحدون”.

وذهب الاثنان إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. وسبقتهما مؤشرات إلى أن ما كان متوقعاً أن يكون عملية انضمام سريعة للناتو قد يستغرق وقتاً أطول.

وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل سلبي عن احتمال عضوية فنلندا والسويدية في الناتو. وقال ساولي نينيستو خلال زيارته ستوكهولم إنه فوجئ بموقف تركيا لأنه تلقى في السابق دعم أردوغان. ومع ذلك كان متفائلاً بتغيير موقف تركيا.

غير أن تركيا تشددت أكثر في مواقفها وأعلنت مجموعة من الشروط. كما جرى إرسال وفود من السويد وفنلندا لإجراء مفاوضات في أنقرة اعتبرها أردوغان “غير ناجحة”. ويوم الثلاثاء الماضي كتب أردوغان مقالاً في مجلة الإيكونوميست قال فيه “إن جلب السويد وفنلندا يشكل مخاطر على أمن الناتو”، وطالب الدولتين بمكافحة التجنيد والدعاية لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “منظمة إرهابية”.

جزء من لعبة أكبر

وقال الخبير في السياسة التركية في المعهد الفنلندي للسياسة الخارجية توني ألارانتا “لفنلندا دورصغير في هذا. بينما يبدو أن هناك كثير من الكراهية تجاه السويد. لكن المشكلة الكبرى تكمن في العلاقات الأمريكية ودعم الولايات المتحدة الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سوريا”.

وأضاف “المطالب المتزايدة الصعوبة التي جاءت من تركيا إشارة إلى محاولة إفشال المفاوضات”.

ورأى ألارانتا أنه من الصعب على القيادة الفنلندية الاستعداد للطريقة التي ستتصرف بها تركيا، خصوصاً بالنظر إلى أن فنلندا سبق لها أن وُعدت بالدعم من أردوغان. في الوقت نفسه كانت هناك خلافات بين السويد وتركيا حول المسألة الكردية منذ سنوات عدة. وقال ألارانتا “كان على السويد إعداد خطة بديلة، وأن تخطط لشيء كهذا. لكني أعتقد أن الحكومة التركية وضعت هذه السياسة بسرعة كبيرة في وقت تقديم طلب”.

في حين لفت تشارلي باسترناك إلى أن السياسيين الفنلنديين فوجئوا بموقف أردوغان السلبي تجاه عضويتهم في حلف الناتو، لأنهم سبق أن حصلوا على الضوء الأخضر في مناسبات عدة. وقال “غطى الرئيس نينيستو ذلك بشكل جيد نسبياً، فهو دبلوماسي وسياسي متمرس. لكن التوقيت ينبئ بأن تركيا خططت لذلك. لقد انتظروا قرار فنلندا والسويد ثم تحركوا”.

ويعتقد وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو أن تركيا لا تستطيع وضع قواعد جديدة لقبول عضوية فنلندا والسويد في الناتو. وقالت “يمكن لحلف الناتو أن يكون لديه مجموعة واحدة فقط من القواعد ليتم قبولها في الناتو. وبالطبع لا يمكن أن تكون هناك قواعد وشروط وأنظمة جديدة في كل وقت”.

وأضاف أن “تركيا تنظر إلى فنلندا على أنها مشكلة أصغر من مشكلة السويد. فهل يمكن أن يغير أردوغان موقفه، ويقبل بعضوية فنلندا دون السويد”.

ورأى باسترناك أن الدافع الأول للسياسيين الفنلنديين سيكون البقاء إلى جانب السويد، حتى لو تم قبول طلب فنلندا وحدها في الناتو، مضيفاً “إن مثل هذه الخطوة يمكن اعتبارها تسهل على فنلندا الكفاح من أجل عضوية السويد من داخل الناتو. وسيكون من الصعب على فنلندا أن تظل “طواعية” خارج التحالف إذا أتيحت لها الفرصة للانضمام. فسيخلق ذلك ردود فعل بين السكان وكذلك من روسيا ودول الناتو المتبقية”. وأضاف “لا يوجد ما يشير إلى غضب فنلندي بشأن صراعات السويد مع تركيا. حتى الآن، لم أسمع أي شخص يقول إن السويد تعطل انضمام فنلندا. لكن هذا قد يتغير. ليس من المستحيل أن ينشأ مثل هذا التصور إذا أصبح الوضع أكثر خطورة”.

Source: www.dn.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.