السجن المؤبد لقاتل “عذراء” أمام أطفالها

: 7/2/21, 9:43 AM
Updated: 7/2/21, 9:43 AM
Foto: Polisen
Foto: Polisen

والدة الضحية: أنا سعيدة لأن هناك عدالة في السويد

المحكمة أخذت معاناة الأطفال بعين الاعتبار حين إصدار الحكم

أحد الاطفال تدخل لحماية أمه من طعنات أبيه

الكومبس – ستوكهولم: حكمت محكمة سودرتورن أمس على حيدر الفيلي (46 عاماً) الذي قتل زوجته عذراء حسن رشيد (32 عاماً) بالسجن المؤبد.

وكان المدان طعن زوجته 41 طعنة أمام أطفالها الأربعة في شقتهم بمنطقة Flemmingsberg التابعة لبلدية هودينغه جنوب ستوكهولم صباح 3 نيسان/أبريل الماضي بعد أن طلبت منه الطلاق.

وقالت والدة عذراء من العراق بعد الحكم “أن سعيدة لأن هناك عدالة في السويد وأن المحكمة أخذت معاناة الأطفال بعين الاعتبار”.

وهزت الجريمة السويد حينها، خصوصاً أنها تزامنت مع عدد من جرائم العنف ضد النساء.

وقالت القاضية بياتريس بليلود إن “إدانة الجاني كانت سهلة، لأنه اعترف بارتكاب الجريمة. وكان تركيز المحكمة ينصب على تقييم نيته”.

وأضافت “الجاني قال إنه لا يعرف لماذا فعل ذلك. لكننا توصلنا إلى نتيجة مفادها أن العنف كان مقصوداً”.

وكانت الشرطة وجدت كثيراً من الأدلة في موقع الجريمة، حيث كان الرجل ملطخاً بالدماء، وهو من اتصل بالشرطة وسلم نفسه.

ظروف مشددة

وقالت بليلود إن الوحشية التي ارتكبت بها الجريمة تجعل الحكم بأقل من السجن المؤبد مستحيلاً.

وأضافت “هناك ظروف مشددة بشكل واضح. فإضافة إلى معاناة الضحية، هناك معاناة الأطفال الذين كان عليهم أن يشهدوا الجريمة ويتأثروا بما شاهدوه. كل هذا أخذناه في الاعتبار”.

وقالت المدعية آنا روسمان إن “الجريمة كان لها طابع “الإعدام”، وكانت عنيفة بشكل خاص، من حيث مسار الأحداث وطول أمدها والضرر الجسيم. لم يمتنع الجاني عن الاستمرار في استخدام القوة رغم أن الأطفال كانوا في مكان قريب، بل إن أحدهم حاول التدخل”.

وأعربت والدة عذراء عن رضاها بالحكم. وقالت لأفتونبلادت من خلال المحامي مجيد الناشي “يسعدني أن هناك عدالة في السويد وأن المحكمة أخذت معاناة الأطفال بعين الاعتبار، حيث سيعانون من ذلك بقية حياتهم”.

الأطفال الأربعة الآن تحت رعاية الخدمات الاجتماعية (السوسيال). وتأمل جدتهم التي تعيش في العراق، في رؤية أحفادها.

وقالت “لا شيء سيعيد ابنتي. أريد فقط الحصول على تأشيرة دخول إلى السويد حتى أكون مع أحفادي”.

قصة معاناة

وكانت الجدة قالت لـ”الكومبس” سابقاً إن ابنتها كانت معلمة لغة إنجليزية طموحة. وكانت محبوبة جداً ولطيفة مع الجميع، أحبها كل من عرفها. وأضافت “الآن فقدت كل الحنان بوفاتها”.

تعرفت عذراء خلال دراستها في بلدها العراق على شقيقة زوجها المستقبلي، فتقدم الأخير لخطبتها قبل أن يعرفا بعضهما. ولم تعرف العائلة أنه تزوج مرتين من قبل.

ولد الطفل الأول للضحية في العراق، وهو الآن يبلغ من العمر 7 سنوات. ووفقاً للجدة، بدأ زوجها في إساءة معاملتها في وقت مبكر بعد الزواج، حتى عندما كانت حاملاً بطفليها التوأمين اللذين يبلغان من العمر الآن 4 سنوات.

بمجرد انتقالها مع زوجها إلى السويد في 2016، أصبحت حياتها معزولة للغاية، كما ظهر في تحقيق الشرطة.

قالت عذراء لوالدتها إن عنف الزوج استمر في السويد ولم يسمح لها بمقابلة قريبها الوحيد في السويد. كما لم يسمح لها بتكوين صداقات مع الجيران.

وقالت الجدة “عاملها بشكل سيئ جداً. وكانت تقول لي إنه شخص بخيل يجلب لها أشياء من القمامة حين تطلب شيئاً للمنزل”.

وذكرت الجدة أن “العائلة طلبت مراراً من الزوج تطليق عذراء لكنه في كل مرة كان يعتذر ويقول إنه تغير. كما استغل حقيقة أن الطلاق يعتبر عيباً في العراق”.

وكان الجيران سمعوا يوم الجريمة صرخات الأطفال المفجعة، فيما كانت أمهم تغرق في بركة من الدماء بعد أن مزقت الطعنات جسدها.

وشهد الأبناء الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات، مقتل الأم. وقال أحدهم “أخذ أبي السكين وطعن أمي وانتشر الدم في أرجاء المنزل”.

أبلغ الزوج، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 46 عاماً، الشرطة وسلم نفسه.

ورأى الادعاء العام أن الدافع للجريمة كان طلب المرأة الطلاق، حيث أرسلت في اليوم السابق، رسالة نصية إلى زوجها تقول فيها إنها لم تعد تريد الاستمرار بالعيش معه وأنها علمت أن هناك حقوقاً للمرأة في السويد.

وفي الصباح، نشبت مشادة كلامية بين الزوجين، وفق ما قال المدان.

لم تجرؤ على الإبلاغ

ورغم أن الخدمات الاجتماعية (السوسيال) أو الشرطة لم تكن على علم بوجود عنف منزلي، فقد أظهر التحقيق أن المرأة أخبرت أقاربها أنها تتعرض للعنف والاعتداء بشكل شبه يومي.

وسبق للجيران أن وصفوا كيف أن الضحية نادراً ما شوهدت في المنطقة، حيث كانت ستائر الشقة مغلقة في معظم من الأحيان.

وتبين في التحقيق أن زوجها لم يكن يسمح لها بمغادرة الشقة أو التحدث مع الآخرين، فعاشت حياة معزولة مع أطفالها الذين كانوا كل شيء في حياتها.

وقالت إحدى الجارات “كان الأطفال دائماً مرتبين ويرتدون ملابس جيدة. وكانت المرأة هادئة وصامتة ولطيفة”.

وذكرت أفتونبلادت أنها حصلت على معلومات تقول إن الزوج كان عنيفاً عادة مع زوجته وأن بعض الأشخاص نصحوا المرأة بالإبلاغ عن عنفه لكنها لم تجرؤ، لأنه أخبرها بأن الخدمات الاجتماعية (السوسيال) سيأخذون الأطفال منها إن فعلت ذلك.

ومع ذلك، وثقت بإحدى الجارات. وحاولت الجارة تشجيع المرأة على الإبلاغ عن الرجل بتهمة الاعتداء، لكنها لم تقدم أي شكوى من هذا القبيل. وعندما علم الزوج بتوطد العلاقة بين زوجته وجارتها، هدد الجارة وطلب منها أن تترك الزوجة وشأنها.

ليس للأطفال أسرة في السويد. وقال أحد الأطفال للشرطة إنه استغرق وقتاً ليدرك أن أمه توفيت. وأضاف “أعتقد بأن أمي في الجنة تنظر إلينا”.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.