الكومبس – خاص: لم يمهل الرصاص الشاب سليم اسكيف حتى شهر يونيو موعد زفافه فسقط ضحية الهجوم الدموي الذي شهدته مدرسة ريسبيشكا لتعليم الكبار في أوربرو. وفق ما أعلنت خالته للكومبس. في حين لم تؤكد الشرطة ذلك ولم تعلن أسماء الضحايا بعد.
11 قتيلاً على الأقل ضحية الهجوم الذي شهدته المدرسة ويشتبه في أن ريكارد أندرشون (35 عاماً) نفّذه قبل أن يطلق النار على نفسه. وكان سليم اسكيف أحد الضحايا.
جاء سليم من مدينة حلب السورية إلى السويد في العام 2015 وحصل على مواطنتها لاحقاً. الشاب البالغ من العمر 28 عاماً كان يدرس التمريض في المدرسة نفسها التي شهدت لحظاته الأخيرة.
ناديا ديب، خالة الفقيد سليم قالت للكومبس إنه “شاب طيب جداً. لم تكن له أية مشاكل. أراد أن يكمل دراسته. فانتهى به الأمر فقيداً. لا أصدق ذلك. هل يعقل هذا؟”.
قرر سليم، وفق ما تقول خالته، أن يدرس مهنة مساعد ممرض لأنه وجد أن السويد بحاجة لموظفين في قطاع الرعاية الصحية. وإضافة إلى دراسته كان يعمل في رعاية المسنين. اشترى بيتاً قبل مدة وكان ينتظر أن يتزوج من خطيبته في يونيو المقبل.
يوم الهجوم أمس، ذهب سليم إلى مدرسته كالمعتاد، غير أنه لم يعد. أصيب برصاص المهاجم. اتصل بأمه وحادثها بمكالمة فيديو مدة 7 دقائق، أخبرها أنه مصاب وأوصاها خيراً بخطيبته، كما اتصل بخطيبته وأوصاها خيراً بأمه.
هرعت الأم إلى المدرسة لكن الشرطة لم تسمح لها بالدخول ولم تتمكن من رؤيته. بقيت العائلة على أعصابها بانتظار خبر عن ابنها إلى أن اتصل بها موظفو المستشفى اليوم ليؤكدوا خبر وفاته بعد إجراء تحليل DNA.
لسليم أخت وأم تدرسان معه في المدرسة نفسها، لكن سليم كان وحده في المدرسة يومها.
العائلة الصغيرة المكونة من 3 أشخاص بعد وفاة الأب، فقدت اليوم “نور العائلة”، كما تسميه الخالة ناديا، لتسيطر عليها “مشاعر الحزن والإحباط” في مأساة صادمة طالت أكثر من 10 عائلات أخرى.
تقول ناديا “السويد بلد الأمن والأمان لذلك اخترنا العيش فيها لكن نظرتنا تغيرت الآن. ماعشناه في هذا الظرف لم نعشه خلال سنوات الحرب في سوريا”.
تدعو ناديا إلى توفير حماية المدارس والمراكز التعليمية من أجل “حماية أبناء الناس جميعاً”، “فلا يعقل أن يذهب المرء ليتعلم ويبني مستقبله فيعود محمولاً على نعش”. وتضيف “ابني طالب طب وصار يخشى الذهاب إلى الجامعة بعد ما حدث”.
لم تتسلم العائلة المنكوبة جثمان ولدها بعد، غير أنها تسلمت من الحزن ما يغير حياتها إلى الأبد.
تحديث: جرى تصحيح العمر إلى 28 سنة بعد أن حددت الشرطة عمره بدقة لاحقاً
شادي فرح
مهند أبو زيتون