خبراء: السويديون سيقاومون كما يفعل الأوكرانيون حالياً
الكومبس – تقارير: شكّلت مقاومة الشعب الأوكراني للغزو الروسي مفاجأة لكثيرين. وقالت وسائل إعلام غربية إن الجيش الروسي فوجئ بحجم المقاومة. في حين أبدت تلك الوسائل على مدار الأسابيع الماضية إعجابها بما أسمته “الإرادة القتالية” و”المعنويات العالية” للأوكرانيين. ورأى خبراء عسكريون أن المعنويات العالية عند الأوكرانيين مقابل انخفاض معنويات الجنود الروس كانت عاملاً حاسماً في المواجهة حتى الآن.
أقوال كثيرة تنتشر على وسائل التواصل تشير إلى أن السويد لو تعرضت للموقف نفسه لما أبدى السويديون الرغبة نفسها في المقاومة. فهل هذا صحيح فعلاً؟
يقول نابليون إن الروح المعنوية أهم بعشر مرات من عدد الجنود. وفي الفترة الأخيرة، شهدت السويد نقاشاً حول إرادة شعبها للقتال، وكيف تبدو القدرات الدفاعية، وكم عدد السويديين الذين سيحملون السلاح إذا تعرضت البلاد للهجوم؟ وهل أدى بعد السويديين عن الحرب فترة طويلة إلى جعلهم ضعفاء؟
الصحفي فريدريك ستراغي كتب مقالاً في داغينز نيهيتر مؤخراً قال فيه إنه غير مستعد للتضحية بحياته من أجل السويد ، لأن “الدول القومية عبارة عن وهم ولا تستحق الموت من أجلها”.
فيما قال خبراء لداغينز نيهيتر إن السويديين سيبدون عزيمة عالية لو تعرضت البلاد لهجوم.
وقال أستاذ علوم الحرب في كلية الدفاع إلماري كايكو إنه “ادعاء غريب، عندما نتحدث عن عدم حماية الدولة القومية، هل هذا يعني أنه لا ينبغي لنا حماية مجتمعنا؟! هل يمكن للصحفيين أن يعيشوا تحت الحكم الروسي؟ لن يتمكن الكاتب نفسه من ممارسة مهنته باحترافية بعد ذلك”. وأضاف “ألا يوجد سويديون يقاتلون في أوكرانيا الآن من أجل الحرية والعدالة؟َ!”.
في حين قال أستاذ القيادة في كلية الدفاع ديفيد بيرغمان “في الفترة الأخيرة، سُئلت كثيراً “هل يمكن أن يكون لدينا إرادة قتال قوية كما هي الحال في أوكرانيا؟ وعادة ما أجيب بسؤال مضاد: هل يعيش هؤلاء الناس في السويد؟!” لذا فإن الإجابة على السؤالين هي نعم. كلما كان التهديد أكثر وضوحاً، حاول الإنسان أن يتحد من أجل خير الجماعة، خصوصاً حين يواجه المجتمع بأكمله خطراً وجودياً”.
وأضاف أن “انهيار المجتمعات المعرضة للتهديد وانتشار الفوضى هو أسطورة غير موجودة إلا في أفلام الكوارث أو نهاية العالم. في الواقع يحدث العكس. ففي ظل ضغوط خارجية واضحة، تتحد الجماعة. انظروا إلى السويد في الشهرين الماضيين، تقدم كثير من الأشخاص بطلبات إلى الحرس الوطني. وإذا حدث غزو في السويد ، فسنرى بالضبط نفس الآثار كما هي الحال في أوكرانيا”.
“مدنيون قاوموا بالمولوتوف”
وفسرت أستاذة القيادة في كلية الدفاع ماريا برانديبو الإقبال الكبير على التطوع في الحرس الوطني بنفس طريقة بيرغمان. وقالت إننا نفتقر إلى الأبحاث حول الروح المعنوية لدى السكان، لأن البلدان التي تجري الأبحاث تكون في سلام عادة، لكن مازالت القيم التي تتجاوز الفرد هي التي تجعل الناس يحملون السلاح.
وأضافت “تشير الأبحاث إلى أن الأمر يتعلق بنوع من الوطنية، نوع من الولاء والهوية. شعور قوي بالدفاع عن البلد والفخر به”.
وتابعت “كان هناك تصور بأن المرء يقاتل من أجل رفاقه في الخندق، وأن المجموعة الصغيرة في بؤرة التركيز. لكن هذا ليس دقيقاً لأن المرء يستمر بالقتال حتى بعد موت مجموعته الصغيرة”.
وحظي استطلاع أجرته نوفوس في 10 مارس بكثير من الاهتمام، حيث قال 6 من كل 10 سويديين إنهم مستعدون لحمل السلاح للدفاع عن البلاد. حاول كثيرون تفسير ما إذا كان الرقم مرتفعاً أو منخفضاً. لكن كل ذلك “لا يستحق العناء”، حسب بيرغمان الذي يضيف “كل الناس يبقون مسالمين حتى يدخل شخص آخر إلى بيوتهم ويوشك أن يقتل عائلتهم. فالسؤال افتراضي جداً حين يعيش الجميع بسلام دون تهديدات خارجية، لكن كلما أصبح التهديد الخارجي أكثر وضوحاً، كانت إرادة الدفاع أقوى. وفي النهاية، فإن 99.9 بالمئة مستعدون للدفاع عن أنفسهم في مواجهة تهديد مباشر لوجودهم”.
وكذلك قال إلماري كايهكو إنه في الفترة التي سبقت غزو أوكرانيا، أجرت أجهزة الأمن الروسية استطلاعات خاصة بها بين السكان الأوكرانيين،وأظهرت الاستطلاعات أن 4 فقط من كل 10 سيدافعون عن البلاد. في حين كانت النسبة مختلفة تماماً في الواقع، فإلى جانب الوحدات القتالية، احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص الذين لم يتلقوا تدريباً عسكرياً بقنابل المولوتوف ونظموا مظاهرات ضد الاحتلال.
ورأت برانديبو أن النجاحات الكبيرة نسبياً التي حققتها أوكرانيا ضد روسيا رغم أن الاخيرة أقوى بكثير لها تأثير إيجابي قوي على الروح المعنوية السويدية. وأضافت “يجب أن يكون هناك نوع من الأمل، شعور بأننا يمكن أن نحقق النجاح والنصر، لنكون قادرين على القيام بذلك. إنه أمر مهم جداً. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن تبدو الأخبار السيئة مدمرة للروح المعنوية، لذلك فإن التطور السلبي في أوكرانيا سيكون له أيضاً تأثير سلبي قوي على الروح المعنوية السويدية”.
المصدر: www.dn.se