السويد: نواجه الوضع الأخطر منذ الحرب العالمية

: 7/31/23, 5:33 PM
Updated: 7/31/23, 5:33 PM

أخطر وضع سياسي أمني تعيشه السويد منذ الحرب العالمية الثانية، هذا ما قاله رئيس الوزراء في تلخيص لما تواجهه البلاد على خلفية أزمة حرق المصحف، مشيراً إلى أن دولاً وجهاتٍ وأفراداً يمكنهم استغلال الوضع الحالي. السويد تدخل إذاً أسبوعاً جديداً من التحديات السياسية والأمنية، مع استمرارها في عين العاصفة الناتجة عن التجمعات المتكررة لحرق نسخ من المصحف، وآخرها ما قام به المليشيوي السابق سلوان موميكا وصديقه أمام البرلمان اليوم، موجهاً إهانات مبطنة للمسلمين الذين يريد موميكا “تعليمهم” حرية التعبير. الكومبس أيضاً لم تسلم من شتائم موميكا وصاحبه اللذين نسيا ربما أن الصحافة هي الوجه الأبرز لحرية التعبير في البلاد. وفيما اجتمعت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة لإدانة حرق المصحف، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون العمل على تحليل الوضع القانوني، بما في ذلك قانون النظام العام، من أجل النظر في تدابير لتعزيز الأمن القومي وأمن السويديين في السويد والعالم. رئيس الحكومة كشف عن اتصالات مكثفة مع الدنمارك لبحث تداعيات الأزمة، مؤكداً في الوقت نفسه التزام البلدين بالدفاع عن حرية التجمع والتعبير. فيما وجه وزير الخارجية توبياس بيلستروم رسالة إلى اجتماع التعاون الإسلامي أكد فيها أن السويد تعمل على حظر حرق المصحف.

في الدنمارك، أكدت الحكومة في بيان صادر عن وزير خارجيتها، بدء العمل أيضاً لحظر حرق الكتب المقدسة، بعد تجمعات أمام سفارات دول إسلامية في كوبنهاغن جرى خلالها حرق المصحف. وزير الخارجية الدنماركي لوك راسموسن أكد أن أحداث حرق المصحف الأخيرة “لا تخدم سوى غرض زرع الانقسام في عالم يحتاج بالفعل إلى الوحدة”، مؤكداً أن حكومته “قررت النظر في كيفية وضع حد للانتهاكات ضد الدول الأخرى”. وشهد البرلمان الدنماركي اليوم اجتماعاً طارئاً جمع أحزاب الحكومة والمعارضة لمناقشة أزمة حرق المصحف، والإعلان الحكومي الأخير عن تعديل قانوني لحظر حرق المصحف أمام السفارات الأجنبية، بعد التداعيات الغاضبة التي أثارها. الاجتماع البرلماني لم يسفر عن نتيجة ملموسة، بعدما أبدت أحزاباً معارضتها للاقتراح وانتقدت الحكومة لتقديمه، معتبرة أن “الطريق الصحيح للمضي قدماً هو مواصلة الدفاع الدولي عن حرية التعبير”، رغم تفهم أحزاب المعارضة للوضع الاستثنائي الذي تعيشه الدنمارك. وزير الخارجية الدنماركي دعا كل الأحزاب في البلاد إلى تفهم مدى خطورة الوضع الأمني الحالي. فيما أكد وزير العدل أن الحكومة تحقق في مراجعة قانون النظام العام.

تداعيات أزمة حرق المصحف انعكست أيضاً على ترتيب ستوكهولم بين أفضل مدن العالم، لتتراجع أكثر من عشرين مركزاً في عام واحد. مجلة إيكونوميست التي تنشر الترتيب السنوي، قالت إن الأمر يعود إلى أحداث الشغب التي شهدتها المدينة، وغيرها من المدن السويدية العام الماضي جراء حرق اليميني المتطرف راسموس بالودان للمصحف. فيما تصدرت العاصمة النمسوية فيينا قائمة أفضل المدن بفضل مزيج من الاستقرار والثقافة والترفيه والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية. واحتلت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن المرتبة الثانية ثم ميلبورن وسيدني الاستراليتين في المرتبتين الثالثة والرابعة، وجاءت فانكوفر الكندية خامسة. أما العاصمة السويدية فتراجعت من المرتبة 21 إلى المرتبة 43. أزمة حرق المصحف تؤثر أيضاً على مشاعر الشباب المسلمين في البلاد وإيمانهم بالمستقبل. التلفزيون السويدي أجرى مقابلات مع عدد من الشباب المسلمين في ضاحية رينكيبي بستوكهولم قالوا فيها إنهم أصبحوا قلقين على مستقبلهم، معتبرين أن تدنيس المصحف يرسل إشارة سلبية إلى المجتمع المسلم، وخصوصاً الأطفال حين يكبرون وهم يشعرون بأن سيادة القانون لا تحميهم. ورغم الانتقادات والتعبير عن الغضب، اتفق جميع من تحدث إليهم التلفزيون السويدي على أنه ينبغي عدم ارتكاب أي أعمال عنف لوقف تدنيس المصحف. فيما قال بعضهم إنهم سينتقلون من السويد بعد هذه الأفعال.

في الاقتصاد، انخفضت الأجور الحقيقية في السويد، بسبب أزمة التضخم المستمرة منذ أكثر من عام. أرقام جديدة أظهرت أن قيمة الأجور الحقيقية تراجعت 2.7 بالمئة في مايو مقارنة بالعام الماضي، غير أن الأرقام تظهر أن الانخفاض يحدث بوتيرة ابطأ مقارنة بالسابق، وفق تقرير جديد من معهد الوساطة السويدي. وسجلت القيمة الحقيقية للأجور انخفاضاً أكبر يصل إلى 5.7 بالمئة مع احتساب تأثيرات سعر الفائدة المرتفعة. خبراء اعتبروا أن الانخفاض المسجل في مايو يعد أقل حدّة مقارنة بالأشهر السابقة، وذلك بسبب تراجع مستوى التضخم، وزيادة الأجور بنسبة 4 بالمئة في المتوسط.

انفجار في استهلاك مشروبات الطاقة في السويد. أرقام جديدة اظهرت أن السويديين شربوا العام الماضي كمية قياسية بلغت 74 مليون لتر، وهي أكثر بأربعة أضعاف مقارنة بالعام 2010. إقبال السويديين على مشروبات الطاقة يزداد رغم التحذيرات الطبية منها، حيث يقول مختصون إنها يمكن أن “تسبب اضطرابات في النوم وخفقاناً في القلب لاحتوائها على نسب عالية من الكافيين. وتمتلئ متاجر الأغذية في البلاد بمشروبات الطاقة من علامات تجارية متنوعة، بسبب الإقبال الكبير. فيما يلفت بعض المستهلكين إلى أن الزيادة مرتبطة بالشباب، حيث تحول تناول هذه المشروبات إلى عادة شبابية لدى كثيرين. مصلحة الأغذية حذّرت من زيادة استهلاك مشروبات الطاقة، حيث تؤدي إلى زيادة تناول السكر، وتسبب آثاراً جانبية أخرى تختلف عن تأثير المشروبات الغازية. المصلحة حثّت الأطفال والشباب بشكل خاص على تجنب مشروبات الطاقة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.