الكومبس- خاص: قدّمت سينما هاغا (Haga bion) في مدينة يوتيبوري الأسبوع الماضي العرض الأول لفيلم “192 يوماً” لمخرجه كمال سليم. ويحكي الفيلم قصة المخيم الطلابي الذي أقيم أمام المبنى الرئيسي لجامعة يوتيبوري للتضامن مع غزة. واستمر المخيم أكثر من 6 أشهر قبل أن تٌرغم الشرطة الطلبة على إزالة الخيام في 22 نوفمبر الماضي.

الطلاب المسؤولون عن هذا المخيم أرادوا التعبير عن تضامنهم مع “ضحايا الحرب في غزة”، و”المطالبة بضرورة قطع كافة العلاقات بين جامعة يوتيبوري والمؤسسات التعليمية والبحثية الإسرائيلية”، غير أن الشرطة المحلية في يوتيبوري قررت لاحقاً إنهاء وجود المخيم بسبب تنظيم تجمعٍ لليبراليين في المكان ذاته آنذاك.

مخرج الفيلم كمال سليم يعمل منسقاً في بلدية يوتيبوري، ووثق بشكل يومي اللحظات الأساسية التي عاشها طلبة المخيم طيلة فترة وجودهم. وقال كمال للكومبس إنه أراد مساعدة الطلاب في توثيق ما يفعلونه خصوصاً أن “المخيم جمع عدداً من سكان يوتيبوري من خلفيات وثقافات مختلفة للدفاع عن غزة”.

وأضاف كمال “كان طلاب يوتيبوري جزءاً من النضال الطلابي العالمي، حيث كان الهدف هو دفع الجامعات إلى قطع تعاونها مع الجامعات الإسرائيلية، ومن الجدير بالملاحظة أن الجامعات انتهكت مبادئها الأخلاقية من خلال التعاون مع المؤسسات التي تنتمي لدولٍ تشارك بشكل مباشر في احتلال دول أخرى، وكل هذه الأمور دفعتني لإنتاج هذا الفيلم الوثائقي الذي يحفظ ذكرى هذا المخيم”.

جاء كمال إلى السويد من لبنان وهو بعمر السنتين، وهو الآن رئيس جمعية (Tillsamsamskapet)، وكان قد عمل لسنوات عديدة في مساعدة اللاجئين، حيث كان أحد مؤلفي كتاب (2015 – Till asylrättens försvar).

وعند سؤاله عن الانطباعات أو الانتقادات التي حصل عليها بعد العرض الأول للفيلم أجاب “شعرت بالارتياح والسعادة بعد العرض الأول للفيلم لأن الطلاب أنفسهم قدروه للغاية. هذا هو كفاحهم وهم يقومون بعمل مثالي وأنا ممتن لأنني حصلت على الفرصة لمتابعته، لكن المدة الإجمالية لكل ما وثقته خلال رحلة حياة المخيم كانت نحو ست ساعات ولهذا كان صعباً اختيار المناسب واختزال الفيلم، لكن في النهاية كان الشكل النهائي للفيلم بمدة تتجاوز الساعتين ونصف بقليل”.

“لقطات لم تعرضها وسائل الإعلام

الناطق الرسمي باسم “المخيم الطلابي لجامعة يوتيبوري”، طه خطاب كان من الأشخاص الرئيسيين في فيلم “192 يوماً”، إذ قال للكومبس “كان مخيمنا مهماً جداً على مستوى الدعم الطلابي الدولي لفلسطين، حيث كان من أطول المعسكرات الطلابية التي صمدت لوقت طويل أمام الجامعة”. وأضاف “الفيلم الوثائقي سيحفظ أفكارنا التي نادينا بها إلى الأجيال القادمة، وسيبرز لهم معاناتنا خلال محاولة الحفاظ على هذا المخيم، ومن أهم اللقطات المؤثرة برأيي كانت عندما أتم المخيم مئة يوم حيث عكست لقطات من الفيلم لحظة بناء مقبرةٍ جماعية رمزية مقابل بناء جامعة يوتيبوري والتي جسّدت جزءاً بسيطاً من المقابر في غزة.”

إسراء برهم طالبة تدرس الماجسيتر في الهندسة المعمارية في جامعة شالمش في يوتيبوري وكانت إحدى المشاركات في فيلم “192 يوماً”، قالت للكومبس “ذكّرنا الفيلم بكل الإنجازات التي حققناها كطلاب، حيث أعطانا أملاً جديداً بالاستمرار بالدفاع عن آرائنا تجاه القضية الفلسطينية”.

وعن أكثر المشاهد التي علقت في ذهنها من أحداث هذا الفيلم، قالت “كان زميلنا كمال يوثق كل شيء بكاميرته الخاصة، وأكثر مشهد علق في ذهني هو لحظات البداية التي تحدثت عن اللحظات الأولى لوضع الخيم مقابل جامعة يوتيبوري، حيث تجمع عدد كبير من الناس وشاهدوا باهتمام كل ما نفعله”. وأضافت “يوجد العديد من الأشخاص الذين لا يستوعبون كيف أننا كطلاب ندرس بجدٍ في الجامعة ونستطيع أيضاً توثيق كل شيء نفعله بأقل الإمكانات التي نمتلكها، ولهذا احتوى الفيلم العديد من المشاهد التي لم تنقلها عدسات وسائل الإعلام حول مخيمنا لكن وثقتها عدسة كمال”.

وقال عدد من الطلاب إنه يتم التحضير حالياً لإنتاج فيلم وثائقي بصيغة أخرى حول مخيم الطلبة في مدينة يوتيبوري.

راما الشعباني

يوتيبوري